سهراب سبهري, من مجموعة (شرق الحزن - 1961)
منتهى وحدتي
أنت أيها الجدير بدوار الأعالي
غناؤك يتردد على ذرى الفجر
تنهض في الحال نبتة للصلاة
أخلق جسرا يقذفني
حتى صخرة الصديق المنيعة
جسر من صلصال عذاباتي
أنا هناك, مثل خزف العتمة,
وتقطير الأسرار الأزلية
رأس يستند إلى حجر, وهذا الهواء الصافي,
وشجرة الدلب التي تتفتح على الفكر,
والروح المترعة بفيض الصديق
كم هو رهيف نعاسي,وكم هي عالية سحب الصلاة,
كم هي جميلة غابة الحياة, وأنا في منتهى وحدتي!
وحيد أنا
وأطراف أصابعي تجوس ينبوع الذاكرة,
الحمام ينتفض على حافة الماء,
وضحك الموج ينتشر,
النحلة تجني خضرة الموت,
وهذا البهاء يتفتح في القبضة المرتخية للريح
بك أنا ممتلئ, يا ثغرة مشرعة في حديقة
حيث تتناغم الصنوبرة, الفزع, وذاتي
الآن هاهي ساعتي:
أيها الباب المشرع على الأعالي!
أيتها الدرب الموصلة إلى اللوتس الصامت للرسالة!
صخب الخطوة
تغضن يموج وجه بركة
تفاحة تتدحرج على الأرض
خطوة تتوقف, الزيز يغني
صخب, قهقهة: وليمة تفض حال الانتهاء
نعاس يصعد من العين صوب السماء
عابر يغادر وحيدا, عابر يذهب دوننا
قيد يتفتت: أنا حلقاته الصغيرة
جرة تتهشم: أنا محتواها
هل لهذه الصخرة علاقة بي?
وهذه النحلة, هل ستحلق باتجاهي?
صورة تتفتح. أين المرآة ?
ابتسامة تشرق. أين الشفاه?
موجة تنهض. أين البحر?
أشم بلسما في كل مكان, حاسة الشم بذاتها تفوح
من الجهات جميعها تنتهكنا الأشياء, هرج هنا, مرج هناك
ذاهب الى الأقاصي:
وهي تعود, هي تعود.
No comments:
Post a Comment