السموألُ يفتخرُ شاعراً
*
إذا المرءُ لم يُحْرمْ من الشعرِ قولُهُ
فكـــلُّ الذي قالَ اللسان جميـــلُ
تعيِّرنُــــا أنّـَّا قليــــــلٌ عديدُنـــــــا
فقلت لها أهــــل البيـــانِ قليـــــلُ
فلا كلُّ من يسقي القصيدَ بـزارعٍ
ولا كـلُّ من يروي الحروفَ يقولُ
ولا كلُّ من خاض السباقَ بفارسٍ
ولا كـلُّ مـــن مدَّ الخُطــى سيطولُ
لنـا الشعرُ بستانُ الكلامِ وكرْمُــهُ
لنــــا في القوافــي واحــةٌ ونخيــلُ
لنا في بحورِ النظمِ كنزُ جمالها
فنــــأخذُ منهـــا والفُتــــاتَ نحيــــــلُ
نداوي مريضّ اللحن من فيضِ شعرنا
إذِ اللحـــنُ داءٌ والطبيبُ عليـــــــــلٌ
تطيرُ بنا فوق السحابِ قصيــدةُ
لها الحبكُ يحكي والخيالُ يــقــــولُ
لإن يتفاخرْ بالكثيرِ كثيــرُهـــــمْ
فإنّـــا نُباهــــــي : إننا لقليـــــــــــلُ
كفى بالبيانِ السحرِ أنَّا رجالهُ
نصول لـــهُ يـــــومَ اللقا ونجــــــول
وما خار من كان القصيدُ حسامَهُ
لــه الظفرُ ظفرٌ والأنــــامُ فلـــــــولُ
وإنّـــَا لحراسُ الخيــــالِ وجنْدهُ
لنا السحرُ سيــفٌ فـي المدى وخيولُ
وإنَّا لنوحي للمجازِ أن ائتنـــــا
فيأتـــي غضيضَ الطرفِ وهو خجول
No comments:
Post a Comment