sihrab
إن نظرة الرسام لديه تتحقق في الأحداث اللامنظورة التي تسكن عالمنا المحيط: الانبثاق العفوي لتويج الوردة, طيران النزوة لدى الطائر الذي يحط بخفة على غصن, التسرب المتلاشي لجدول ماء رائق, رائحته تستشعر الرطوبة المعطرة بمطر طازج, العبير المتناثر لذبال الغابة المنتشر في الهواء. إن أذنه حساسة لأشد الأصوات خفوتا, ولأكثر الهمسات غموضا: كالخفقان اللامسموع لزيز يستيقظ, أو (انسياب القرنفل في تموجات الفكر) أو (الاهتزاز الرهيف للمادة), أو غناء عصفور: (اصغ انه الطائر الأبعد في العالم, ذلك الذي يغني !) وهذا النوع من الاحتفاء بالطبيعة غريب على الشعر الفارسي, والذي يبقى رغم تدفقاته الغنائية وحماسته الاسطورية شعرا اكثر انفتاحا على الشحنات العاطفية للإيقاعات الوجدانية, اكثر من حساسيته تجاه الإدراك المرهف الذي تفصح عنه الأشياء هذا التوجه الطبيعي لدى سبهري نحو الطبيعة ستدعمه اقامته في اليابان ودراسته للشعر والفن الصيني والياباني. إن في مجموعته (شرق الحزن) والتي كتب قسمها الأكبر في اليابان, مقاطع ترسم لنا الجو المدهش للهايكو الياباني
إن نظرة الرسام لديه تتحقق في الأحداث اللامنظورة التي تسكن عالمنا المحيط: الانبثاق العفوي لتويج الوردة, طيران النزوة لدى الطائر الذي يحط بخفة على غصن, التسرب المتلاشي لجدول ماء رائق, رائحته تستشعر الرطوبة المعطرة بمطر طازج, العبير المتناثر لذبال الغابة المنتشر في الهواء. إن أذنه حساسة لأشد الأصوات خفوتا, ولأكثر الهمسات غموضا: كالخفقان اللامسموع لزيز يستيقظ, أو (انسياب القرنفل في تموجات الفكر) أو (الاهتزاز الرهيف للمادة), أو غناء عصفور: (اصغ انه الطائر الأبعد في العالم, ذلك الذي يغني !) وهذا النوع من الاحتفاء بالطبيعة غريب على الشعر الفارسي, والذي يبقى رغم تدفقاته الغنائية وحماسته الاسطورية شعرا اكثر انفتاحا على الشحنات العاطفية للإيقاعات الوجدانية, اكثر من حساسيته تجاه الإدراك المرهف الذي تفصح عنه الأشياء هذا التوجه الطبيعي لدى سبهري نحو الطبيعة ستدعمه اقامته في اليابان ودراسته للشعر والفن الصيني والياباني. إن في مجموعته (شرق الحزن) والتي كتب قسمها الأكبر في اليابان, مقاطع ترسم لنا الجو المدهش للهايكو الياباني
No comments:
Post a Comment