Sunday, July 12, 2015

الأوطان

  
 
 
 
  الحنين والجوع لمسقط رأس الانسان هو الزَّاد  للمرء في رحلة كفاح طويلة تتناثر ضلوعه فيها بين إنجازٍ وعملِ وبحثٍ عن مكان لايتعدى أمتار يأوي إليه.. ففي وطنك أصل الأشياء ومنْبتُها.
 
 
   حارتك التي توطَّنت أخلاقك ومعاملتك مع أفرادها المتقاربين المتباعدين بالدِّين والأصلَ والخُلْق.. وعلى بعد أميال أو أمتار أقارب من دمك الذين انطبعت أكفَّ أيديهم في يداك ،محبة ومصافحة أو عراكا صبيانيا .. وفيهم من ضمَّك بليلة شتاء حزينة سوداء وقاتمة إلى صدره من الأشقاء أوعناقا من ًعيني والدين رحيمين .
 
 
   ’إن الوطن لايقبل اختزال معانيه بحدود أو أسماء شوارع أو سنوات مرت في عمر الإنسان ..فالشّجر والزهر والبستان والتّراب الأحمر.. حيث مطْعمك الأول وسقياك الرغيدة الهنيئة الأولى ..والسكبةُّ من الجارِ الأجود .. هم أساس بناءك لتكمل المشوار.
 
 
  إنك وفي غربتك المظْلمة تستنير بضوء الحنين للأوطان في عيون النَّاس  التي تبرق من مقلةً مهمومة أحوالهم كحال همِّك ..وسيخفق القلب بنبضات ِ ترشدك للرحيل نحو شطر بلدك الأوحد..فسِّر بقاءك من سر بقاء وطنك .
 
 
  ومحنة إلغاءك من محنة مصيبة حلَّت ببلدك ..أوطاننا غالية  وثمينة بعيون الغرب والشرق ..لخيراتها وتاريخها وعظمة من تعاقبوا على أرضها  الذين بنوا وشقوا ورسموا وحفروا في ذاكرة التاريخ أنَّ من كان يسكن الأرض قد علم  بمعنى المهد..
 
 
  مهما علمت وخٍبَرت من الناس والأيَّام ,,وأتخذت صاحبا بسفرٍ وغربة .وشيدت قصوراً..إن لم يرتحل فؤادك  يجوب السَّماء لعَّل نجما تهتدي إليه في ليلة من ليالي سعْدك يحملكَ إلى سهرةِ مجلجلة بضحكات رفاقك بسطح من أسطحْ الدُّور العتيقة ..
 
       فأنت لم تخْبر حبَّ الاوطان والتَّنعم بالسِّلم والأمان ...
 
 
 
                                     moi

No comments:

Post a Comment