الدار العربي و بابها بالقبجة و الكذال، الرخام و نقشة حديدة ، البير و الماجن، السقيفة و وسط الدّار و العلي، الشبابك بالقنّاريّة، القبوّ و المقاصر و السدّة، محابس الحبق و قفص الكنالو معلّق، ياسمينة مديّحة كي تهبّ عليها النسمة في عشيّة صيف الحجر يعشق، ماكينة الغنا في قاع البيت تخرخش و من بعد يصفى الصوت و تولعج حبيبة مسيكة ، كواتروات رجال الدّار، في شوكة وسط الدار منشر النواصر قاعد يبرد مالقايلة قبل ما تتحطّ في القزدريّة و تتخبّى، في بيت المونة شكاك الثوم و الشريحة و القناويّة و الفلفل الشايح و خوابي القدّيد و زيت الزيتونة و الانشوّة و الزيتون و الليمون و حكك الدبابش و قزادر الكسكسي و المحمّص المزلوقة و البرغل و الحلالم و دبابز الهروس و القسطل و الفاكية و الفـّاحات، كلّ شيء مرصّف في بقعته.الزنقة بالزّرص و سفساري الحرير و الكرّوسة، الحمّام و ريحة الطفَل و البردقانة، و نكتة الحرقوص على خدّ المزيانة، الحلفاوين و باب سويقة التاكسي بيبي و بيّاع التكوة و زنقة الكبدة و باب الخضرا و سيدي محرز و التبّانين و باب العسل و سيدي البحري و باردو و باب بحر و النواوريّة و الترينو الابيض و حلق الواد و صلامبو و قرطاج و سيدي بوسعيد و المرسى، البريك و البنبلوني و قازوز السّيدر و العومة في الفجر و صالة الاسيندا و سهريات الشتاء و عشويات الصيف، اللّعب و الضحك و الهيجة و الدّبَر و عمايل الغشاشر المشومة و كورة الكلاسط، البلفدير و دار العجايب و دار الحوت، جمِع سيدي بلحسن و السلاميّة و النّبيتة و رديف البنادر، الجبّة و الشاشية و الكشطة الخضرا ، المشايخ وجوههم باشرة رطبة و ريحتهم بالكونوليا... جا المكتب و بدا الغرام و تحلّت دنيا جديدة، الكرطابة و المنديلة، الجفـّاف و المحبرة و البلومة بظفرها السوري و ظفرها العربي، المقلمة اللوح و الطباشير و اللوحة و قلمّات الزيّانة و الصلصال و الاقراص و الاعواد و النقود المزيّفة، السحّار و تنبري العصا البيضا، جزء "عَمَّ " و قصص لامارتين و نصوص جبران و شعر الشابي، الحساب الدمغي، الخطيّة، و الكَرني و الجوايز، نتيجة السيزيام في الجرايد و الناس جاية تهنّي بدبابز الروزاطا و باكوات السكّر و التاي و بسكويت "طوم". جَمعتنا حكايات العروي، والبلاغات المحليّة و بوديدح والفريق القومي كي يلعب لبرّة و مظلـّة البشير المنّوبي، الرياحي و الجويني و صليحة و نعمة و عليّة و الجموسي و التميمي و القلال و مصطفى الشرفي، جمعنا صوت عبد الحليم و غنايات فيروز في الرّاديو كلّ صباح، جمعتنا بياف و برال و براسانس و أزنفور و غيرهم، جمعنا مسلسل "الحاج كلوف" و "امّي تراكي" و "كمّوشة"، سُفرة رمضان، حوايج العيد الّي ما نفطنوش وقتاش تشراو، المَهبَة و الدراجح و الدورة على ديار العايلة، و في كلّ دار يغصّبو عليك الحلوّ ماكانش يتغشّشو، و يتختم النهار بواحد منّا مكدّر، وجهه ملخلخ، عنده غرض الردّان و لاخر لعبته تكسّرت و ماباتش عليها ليل، و لاخر فـَيَّا مهبته و شرى بيها بسكويت في نهار عيد و الديار باش تبرك بالحلوّ، و النّاس الكلّ تضحك عالنّاس الكلّ و نرقدو وحنا نحلمو بغدوة. كبرنا و تغرمنا بافكار جديدة ماليمين لليسار و هجنا بالقراية، في الجامعة الميني جوب بجنب اللحيّ و الدساترة و القوميين و الناصريين و الشيوعيين، كلّ مرّة الطريحة ترصّي عند جماعة، و كان يعجبنا منظر الشوارع مستّفة بالبوليسيّة و الكيران مقصوصة علينا و البلاد محيّرة، لكن الغنا و السينما و السّكرة و القهاوي و الجوامع موجودين و العيشة في العايلة ما تتغيّرش، و "الزّعيم" مايتمسّش..
Tuesday, August 13, 2013
هذه تونس التي أحبها...مدونة ولادة
الدار العربي و بابها بالقبجة و الكذال، الرخام و نقشة حديدة ، البير و الماجن، السقيفة و وسط الدّار و العلي، الشبابك بالقنّاريّة، القبوّ و المقاصر و السدّة، محابس الحبق و قفص الكنالو معلّق، ياسمينة مديّحة كي تهبّ عليها النسمة في عشيّة صيف الحجر يعشق، ماكينة الغنا في قاع البيت تخرخش و من بعد يصفى الصوت و تولعج حبيبة مسيكة ، كواتروات رجال الدّار، في شوكة وسط الدار منشر النواصر قاعد يبرد مالقايلة قبل ما تتحطّ في القزدريّة و تتخبّى، في بيت المونة شكاك الثوم و الشريحة و القناويّة و الفلفل الشايح و خوابي القدّيد و زيت الزيتونة و الانشوّة و الزيتون و الليمون و حكك الدبابش و قزادر الكسكسي و المحمّص المزلوقة و البرغل و الحلالم و دبابز الهروس و القسطل و الفاكية و الفـّاحات، كلّ شيء مرصّف في بقعته.الزنقة بالزّرص و سفساري الحرير و الكرّوسة، الحمّام و ريحة الطفَل و البردقانة، و نكتة الحرقوص على خدّ المزيانة، الحلفاوين و باب سويقة التاكسي بيبي و بيّاع التكوة و زنقة الكبدة و باب الخضرا و سيدي محرز و التبّانين و باب العسل و سيدي البحري و باردو و باب بحر و النواوريّة و الترينو الابيض و حلق الواد و صلامبو و قرطاج و سيدي بوسعيد و المرسى، البريك و البنبلوني و قازوز السّيدر و العومة في الفجر و صالة الاسيندا و سهريات الشتاء و عشويات الصيف، اللّعب و الضحك و الهيجة و الدّبَر و عمايل الغشاشر المشومة و كورة الكلاسط، البلفدير و دار العجايب و دار الحوت، جمِع سيدي بلحسن و السلاميّة و النّبيتة و رديف البنادر، الجبّة و الشاشية و الكشطة الخضرا ، المشايخ وجوههم باشرة رطبة و ريحتهم بالكونوليا... جا المكتب و بدا الغرام و تحلّت دنيا جديدة، الكرطابة و المنديلة، الجفـّاف و المحبرة و البلومة بظفرها السوري و ظفرها العربي، المقلمة اللوح و الطباشير و اللوحة و قلمّات الزيّانة و الصلصال و الاقراص و الاعواد و النقود المزيّفة، السحّار و تنبري العصا البيضا، جزء "عَمَّ " و قصص لامارتين و نصوص جبران و شعر الشابي، الحساب الدمغي، الخطيّة، و الكَرني و الجوايز، نتيجة السيزيام في الجرايد و الناس جاية تهنّي بدبابز الروزاطا و باكوات السكّر و التاي و بسكويت "طوم". جَمعتنا حكايات العروي، والبلاغات المحليّة و بوديدح والفريق القومي كي يلعب لبرّة و مظلـّة البشير المنّوبي، الرياحي و الجويني و صليحة و نعمة و عليّة و الجموسي و التميمي و القلال و مصطفى الشرفي، جمعنا صوت عبد الحليم و غنايات فيروز في الرّاديو كلّ صباح، جمعتنا بياف و برال و براسانس و أزنفور و غيرهم، جمعنا مسلسل "الحاج كلوف" و "امّي تراكي" و "كمّوشة"، سُفرة رمضان، حوايج العيد الّي ما نفطنوش وقتاش تشراو، المَهبَة و الدراجح و الدورة على ديار العايلة، و في كلّ دار يغصّبو عليك الحلوّ ماكانش يتغشّشو، و يتختم النهار بواحد منّا مكدّر، وجهه ملخلخ، عنده غرض الردّان و لاخر لعبته تكسّرت و ماباتش عليها ليل، و لاخر فـَيَّا مهبته و شرى بيها بسكويت في نهار عيد و الديار باش تبرك بالحلوّ، و النّاس الكلّ تضحك عالنّاس الكلّ و نرقدو وحنا نحلمو بغدوة. كبرنا و تغرمنا بافكار جديدة ماليمين لليسار و هجنا بالقراية، في الجامعة الميني جوب بجنب اللحيّ و الدساترة و القوميين و الناصريين و الشيوعيين، كلّ مرّة الطريحة ترصّي عند جماعة، و كان يعجبنا منظر الشوارع مستّفة بالبوليسيّة و الكيران مقصوصة علينا و البلاد محيّرة، لكن الغنا و السينما و السّكرة و القهاوي و الجوامع موجودين و العيشة في العايلة ما تتغيّرش، و "الزّعيم" مايتمسّش..
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment